المناصب واقسامها في القران الكريم

الملخص

، وال تستقيم حياته إال
اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه، ال يستطيع العيش منفرداً
مع جماعة، ومع هذه الجماعات ال بد أن تحدث نزاعات وخالفات حول الكثير
من األمور، لتعارض المصالح والرغبات، ولحب السيطرة، واالستيالء على ما
هو من حقوق الغير، ضناًمن بعض النفوس بحقوق اآلخرين, فينبغي أن يكون
هناك قائد ورئيس لهذه الجماعات يحسم النزاع والخالف، ويؤدي الحقوق إلى
لكل ضرر يلحق بجماعة أو فرد منها، لذا كان من
أصحابها، تجنباً وتفادياً
األمور الفطرية أن يؤمر على كل مجمو عة من يقودها ويرعاها ويصلح حالها،
أو وضعياً، ومن
ويتولى شؤونها وفق دستور وقانون سواء كان قانوناً سماوياً
هذا المنطلق فقد ظهرت عدة مناصب عينية ومعنوية ادارية وغيرها وجدت
لتنظيم أمور الجماعات وتحقيق المبادئ التي تتبناها الجماعة؛ فمنها تنصيب
رئيس للدولة، يدير شؤونها وينظر لمصالحها، والرئيس قد يحتاج من يعينه على
ذلك ويكون موضعا لمشورته ونصحه خاصة فكان أن ظهرت الوزارة
والوزير، وحين يحصل قتال ونزاع بين قبيلتين ودولتين فهذا يستوجب انتخاب
قائد عسكري محنك يقود الجيش ويدافع عن ارضه وشعبه؛ عالوة على أن
طبائع البشر قد جبلت على التظالم، وقل من الناس من ينصف من نفسه, فال بد
من وجود سلطة قادرة قاهرة لها السيادة على الجميع تمنع المظالم وتقطع
النزاعات التي هي مادة الفساد، وهذه السلطة تتمثل في القضاء والقضاة ليحقق
العدل ويمنع الظلم، وألن هذه المهام ال يستطيع أن يقوم بها الملك أو الوزير
بنفسه فهو يحتاج إلى من ينوب عنه ويقوم مقامه، فكان ال بد من وجود منصب
خاص لكل مفصل من مفاصل المجتمع لينوب عن رئيس الدولة في تنظيم
شؤونها ورفع الظلم وإيصال الحقوق إلى أربابها، فجاء هذا البحث لبيان أهم
وأشهر المناصب التي ورد ذكرها في القرآن الكريم مع ذكر أمثلة لمن تولى
هذه المهام.